كتاب الخبير في امراض محاصيل الخضر
المرض النباتي هو عبارة عن نشاط فسيولوجي ضار ينشأ داخل النبات مما يعيق النبات علـى القيـام بوظائفـه الحيوية، نتيجة لإصابة النبات بكائنات حية )فطريات، بكتيريا، نيماتودا،طفيليات وعائية، فيـروس. أو نتيجة لتعرض النبات لظروف بيئية غير مناسبة )اختلال التسميد، اختلال الـري، تفـاوت فـي درجات الحرارة، الصقيع،سمية المبيدات، الأملاح( وهذا بدوره ينعكس على النبـات فـي صـورة أعراض ظاهرية.
انظر الشكل حيث يوضح الوظائف الحيوية لأجزاء النبات المختلفة
تشخيص المرض النباتي
يمكن أن نعرف تشخيص المرض بأنه علم و مهارة التعرف علي وجود مرض و ذلك بنـاء علـي الحس الدقيق و الإدراك الواعي لأعراض و خصائصه ، و من ثم التعرف على المرض والمسبب .
يتضح لنا من التعريف السابق أن القائم بعمليه التشخيص أو المشخص لابد أن يقترن لديه العلم و المهارة. فالعلم هو ما نستقيه من معلومات عن الأمراض النباتية و مسبباتها و العوامـل المـؤثر عليها . تكمن المهارة في القدرة على الملاحظة الجيدة و القـدرة علـى الخـروج بالاسـتنتاجات والمهارة تكتسب من تراكم الخبرات في تشخيص الأمراض النباتية لمحصول ما أو مجموعة معينه من المحاصيل بحيث تكون مألوفة لدي المشخص. ليس هذا فقط بل يجب أن يكون للمشخص أولا
خبره عمليه بالمحصول نفسه و طبيعة نموه في الحقل تحت الظروف العادية حتـى يـستطيع أن يدرك أي انحراف يحدث عن النمو الطبيعي للمحصول .وعلي ذلك فإن المشخص يمكن أن يكـون له دراية بتشخيص الأمراض التي تصيب مجموعة معينه من المحاصيل دون الأخرى و ذلك بنـاء علي خبراته المكتسبة فيها ، ومن غير المتوقع أن يكون المشخص الخبير على دراية بتـشخيص الأمراض في كافة المحاصيل .
هناك أمراض يمكن أن يتعرف عليها ذوي الدراسة المحدودة في أمراض النبات بـل أن المـزارع نفسه يمكن أن يتعرف عليها إذا كانت شائعة الحدوث علي المحصول .بينما قد تظهر فـي بعـض الأحيان مشكلات يتطلب التعرف عليها الاستعانة بمشخص علي درجه مناسبة من الخبرة .
أهمية تشخيص المرض
تعتبر عملية التشخيص هي الأساس الذي تعتمد عليه مكافحة المرض ،خاصـة إذا تطلـب الأمـر علاجا كيماويا متاحا لهذا المرض وعلي ذلك فإن دقة التشخيص و سرعته أيضا سيكون لها بـالغ الأثر في محاصرة الحالة ومنع أو تقليل الخسارة الاقتصادية علي عكس ذلـك فـإن التـشخيص الخاطئ سيؤدي إلى عدم فعالية الإجراءات المتخذة و هذا يعني تفاقم المشكلة من ناحية و إلى مزيد من الخسائر من ناحية أخرى .
فلو افترضنا على سبيل المثال أن المشخص يقوم بتشخيص أحد أمراض التبقيع و كان هذا المرض متسبب بالفعل عن فطر إلا أن الشخص أخطأ و قام بتشخيصه على أنه متسبب عن بكتيريا و على هذا الأساس أعطى توصية بإجراء المعاملة بأحد مضادات الحيوية المستخدمة في مكافحة مثل هذا
المرض . في هذه الحالة سيلاحظ بمرور الوقت أن شدة الإصابة تزداد ، و أن الزارع تكبد نفقـات مكافحة لا طائل منها و أن الضرر الواقع على النبات قد ازداد و ربما أصـبحت الـسيطرة علـى الحالة أكثر صعوبة
تشخيص المرض في الحقل
يعتمد تشخيص المرض في الحقل بالدرجة الأولي علي الإدراك الـواعي للأعـراض و العلامـات المرضية .كما أنه يعتمد علي الكثير من المشاهدات التي يلمسها المشخص بنفـسه و المعلومـات التي يمكن أن يستقيها من صاحب حقل المشكلة .على مشخص المرض النباتي أيضا يصطحب معه حقيبته وبها أدوات يستعين بها علي أداء مهمته والحد الأدنى من الأدوات هو :
· آلة التصوير ، على أن تكون من نوع جيد و يمكنها تقريب الصور .
· عدسة يدوية لفحص الأعراض و العلامات بدقه .
· مديه صغيرة لشق النبات إذا تطلب البحث عن علامات داخليه .
· مقص تقليم لقص أفرع الأشجار و فحصها بدقه أو أخذ عينة منها
· شقرف صغير لإزالة التربة حول الجذر و اقتلاعها لفحصها .
· أكياس ورقية و أخرى من البولي إثيلين لأخذ عينات نباتية أو عينات من التربة إلى المعمل إذا لزم الأمر.
· بطاقات تدوين بيانات و أقلام للكتابة على أكياس البولى إثيلين .
· بطاقات بيانات تشخيص مرض لجمع كافة البيانات التي يستعين بها في التشخيص .
خطوات التشخيص الحقلي
أولا : ملاحظة توزيع المرض في الحقل
تؤدي طريقة توزيع المرض في الحقل إلى ترجيح الاحتمال تجاه ممرض ما أو مجموعة معينة من الممرضات و من الأمثلة على ذلك :
· ظهور أعراض بطريقة عشوائية علي نباتات بالحقل يرجع أن الحالة راجعـة إلـى أحـد الفطريات المحمولة بالهواء .
· ظهور أعراض علي جميع نباتات الحقل يرجع أن الحالة راجعة إلى أحد العوامل الغيـر طفيلية في التربة ،كنقص العناصر ،أو في الجو كتأثير ملوثات الهواء.
· ظهور الحالة كبقع متناثرة في الحقل يرجع أن الحالة راجعه إلى أحد الممرضات المحمولة بالتربة مثل أمراض عفن الجذور و الذبول الوعائي .و علي المشخص أن يلاحظ مـا إذا كان هناك علاقة بين توزيع الحالة و طبوغرافية الحقل .
· ظهور الحالة على حافة الحقل يرجح أنها راجعة إلى ممرض محمول بالحشرات
ثانيا: ملاحظة توزيع الأعراض على النبات
تختلف توزيع الأعراض على النبات باختلاف العامل الممرض وأحينا تبعا للظروف البيئية في حالة الممرض الواحد .
فهناك ممرضات تتميز بأنها تحدث الإصابة في الأوراق الحديثة و هناك ممرضات تحدث الإصـابة في الأوراق الكبيرة ، وربما يكون تفضيل بعض الممرضات للأوراق السفلى راجع إلى أنها تحتاج إلى رطوبة مرتفعة تكون أكثر توفرا في الجزء السفلى من النبات ، قرب سطح التربة .
ثالثا : فحص الأعراض و العلامات بدقة علي النبات
على المشخص أن يكون على دراية تامة بالحالة الطبيعية للنبات و المظهر العام للنمو في مثـل هذا العمر و تحت مثل تلك الظروف حتى يمكنه أنه يضع يده على الخلل الحادث فـي النمـو . و عليه أن يقوم بفحص الأعراض بدقة علي نباتات مختلفة يبدو عليها درجات متفاوتة من التأثير و علية فحص العلامات المرضية بدقة، وعليه أن يستعين بعدسة إذا لـزم الأمـر عنـد فحـص الأعراض و العلامات.كما يجب عليه أن يصنف تلك الأعراض تبعا لنوع العمليات الحيويـة التـي حدث بها خلل في النبات ، فكل نوع من أنواع الخلل يشير إلـى الارتبـاط بنوعيـة معينـة مـن الممرضات ، وهى على النحو التالي :
· حدوث عجز في نمو الأعضاء و الأنسجة
مثل حالات التقزم العام أو قصر طول سلاميات النبات أو عجز نمو الجذور وكذا أو نقـص عـدم انتظام تكون الكلوروفيل أو الصبغات الأخرى ، أو فشل الإزهار أو عقد الثمار
موت أنسجة أو أجزاء من النبات
ربما كانت تلك من أكثر نوعيات الأعراض ظهورا وهى تتضمن تبقع الأوراق و الاحتراق الحواف و موت أوراق بالكامل والموت الطرفي للأفرع و أعفان الثمار .
· التغير العام في المظهر
و تتضمن حالات عدم انتظام توزيع الكلوروفيل في الأوراق و الأزهار ، مثل أنماط الموزاييـك و تفسخ الأوان الأزهار .
· حدوث زيادة في النمو عن الحالة الطبيعية
مثل الأورام و تجعد الأوراق و و تكون عقد على السوق و الجذور و مكنسة الساحرة و الإزهـار الغزير.
وبوجه عام يجب على المشخص عند فحص الأعراض مراعاة الأتي :
· بينما تكون بعض الأعراض مميزة ومرتبطة تماما بأمراض معينة حتى أنها تدخل في الاسم الشائع للمرض ، فهناك ممرضات تعطي أعراض شديدة التشابه بل أنها قـد تتـشابه مـع أضرار بيئية .
· قد تختلف أعراض المرض الواحد باختلاف الظروف البيئية .
· قد يسبب ممرض ما أعراضا مختلفة علي نفس العائل باختلاف مراحل نموه.
· قد يصاحب الأنسجة المصابة وجود كائن حي دقيق أو أكثر و لكن ذلك لـيس بالعلامـات المرضية ولا هي بمسبب المرض إذ أن الكثير من الرميات لها القدرة علـي النمـو علـي النسيج المصاب سريعا . وقد تكون الحالة متسببة عن أكثر من ممرض .
· قد تظهر أعراض المرض على المجموع الخضري إلا أن الإصابة بالممرض تكـون فـي الجذور ، على سبيل المثال كما في حالات إصابة جذر النبات بفطريـات أعفـان الجـذور ونيماتودا الجذور و التي تظهر على المجموع الخضري أعراض العطش و نقص العناصـر وقد يصل الأمر إلى حدوث موت في أنسجة الورقة بما يشبه تبقعات الأوراق .
· في بعض الحالات تكون الإصابة مركبة بمعنى أن أنها ناتجة عن ممرضين أو أكثر ، مثـل المرض المركب عفن الجذور و الذبول . Root rot –wilt complexمن ناحية أخرى قد تظهر على النبات أعراض لمرض طفيلي مع أخرى ناتجة عن اضطرابات فسيولوجية ، و من أمثلة ذلك أن إصابة النبات بأمراض الذبول الوعائي و أعفان الجذور و الأمـراض النيماتودية التي تصيب الجذور غالبا ما يصاحبها أعراض نقص مركب للعناصر لعدم حصول النبات على احتياجاته على نحو كاف عند الإصابة بمثل هذه الأمراض.
· قد يظهر على النبات إلى جانب المرض المسبب للمشكلة أحد الأمراض غير المؤثرة بدرجة كبيرة على ذلك المحصول في مثل تلك الظروف ، ويجب على الشخص أن يراعى ذلك بدقة و لا يجتذب انتباهه المرض القليل الأهمية عن المرض المسؤول فعلا عن المشكلة .
· على المشخص المبتدئ أن يستعين بكتب أو كتيبات أمراض النبات ذات الصور الملونـة ليطابق عليها ما يراه ، نظرا للتشابه الكبير بين أعراض أكثر من مـرض علـى النبـات الواحد.
· علي المشخص أن يكون علي دراية تامة بالأعراض المختلفة التي تحدثها الإصابة بالآفات الحشرية حتى لا يلتبس عليه الأمر
رابعاً: الحصول علي بعض المعلومات
قد لا يصل المشخص بناء علي ما سبق إلى قرار محدد وقد يكون أمام أكثر مـن خيـار ويحتـاج لبعض المعلومات لترجيح أي من هذه الخيارات وعلى ذلك فان يقوم بالحصول علي هذه المعلومات من المزارع وتدوينها في بطاقة بيانات تشخيص المرض ونأخذ من ذلك مثـالا واحـد وهـو أن الإصابة ببعض الفيروسات قد تتشابه مع الأضرار التي يسببها الرش ببعض منظمـات النمـو أو مبيدات الحشائش وبسؤال المزارع عن المعلومات التي أجريت و تاريخ إجرائها يمكن الوصـول إلى قرار صائب .
إذا توصل المشخص إلى قرار معين فإنه يعطي التوصية المناسبة للمزارع والتي تتراوح بين عدم اتخاذ أي إجراء إذا كان المرض عارض واحتمال تقدمة ضعيف إلى أجراء معاملة علاجية معينة و قد يصل إلى التوصية باقتلاع محصول حولي و إحلال أخر إذا كانت الإصابة في مرحلة متقدمـة و متزايدة ولا وسيلة للعلاج. أما إذا لم يتوصل إلى نتيجة فأنة يأخذ عينات مناسـبة مـن النباتـات المصابة و يعدد بها إلى المعمل لإجراء الفحوص المعملي.
يجب على المشخص عند الذهاب إلى حقل المشكلة أن يراعى الأتي .
- أن يكون ملاحظا جيدا لتوزيع الحالة في الحقل و الأعراض وكل ما يحيط بالمـشكلة مـن ظروف مثل بطبوغرافية الأرض و نوع التربة و نظام الري … الخ.
- أن يكون مستقصى جيد لكل ما يريد معرفته من الزارع فربما يكون في تلـك المعلومـات مفتاح حل المشكلة أو استبعاد لاستنتاج مبدئي خاطئ . وفى هذا الشأن يجـب أن تكـون الأسئلة قصيرة وواضحة ويفضل أن تكون الإجابة عليها بنعم أولا.
- إذا كانت الحالة ميئوس منها وهناك مجرد احتمال لجدوى إجـراء معـين فيجـب عليـك مصارحة الزارع بذلك حتى لا تكون مفاجأة له في حالة عدم الحصول على نتيجة .
- ألا يخدع الزارع فإذا لم يكن واثقا تماما من تشخيصه فعليه إبلاغ الزارع بعدم توصـله لتشخيص محدد و بأن الأمر يتطلب إجراء بعض الفحوص المعملية لا تمام عملية التشخيص فكلمة ” لا اعرف” أفضل من الخداع لأن الخداع يفقده ثقة الزارع،كما أن العميل قد يكـون عرض المشكلة على مشخص آخر قبله أو سيعرضها على آخر بعده .
- على المشخص أ، يتذكر أن ضيف فإذا تطلب الأمر حفر الربة حول أشجار لأخذ عينة مـن الجذور ، على سبيل المثال ، فعليه أن يستأذن في ذلك .
- إذا كان بالمزرعة نباتات أو أشجار مثمرة فلا تمتد يده لتناول ثمار إلا إذا دعي إلى ذلك
- أن يعتبر كل مشكلة يقوم بتشخيصها كأنها تحدى شخصي له .
إذا لم ينجح المشخص في تشخيص الحالة في الحقل و إعطاء التوصية المناسبة فعليـه أن يأخـذ عينة إلى المعمل لإجراء فحوص معملية دقيقة و مناقشة الحالة مع زملاءه إذا تطلب الأمر.