تمتاز أشجار النخيل بتحملها للظروف البيئية المختلفة ومقاومتها للجفاف الأمر الذي أدى الى انتشارها وتوسع زراعتها وزيادة أعدادها في العديد من دول العالم والأقطار العربية بشكلٍ خاص حيث تمتد زراعتها من موريتانيا حتى العراق ودول الخليج العربي . تتعرض هذه الشجرة إلى العديد من الأصابات الحشرية والمرضية المختلفة التي تؤثر على زراعتها وإنتاجها . وفي العقدين الماضيين ظهرت إصابات على أشجار النخيل بحشرة جديدة تعرف بأسم ((سوسة النخيل الحمراء Red Palm Weevil أو سوسة النخيل الهندية Indian palm weevil أو سوسة النخيل الآسيوية Asian palm weevil)) وهذه الحشرة نشرت أول المعلومات عنها في الهند عام 1891 ، ووصفت بأنها آفة خطرة على نخيل جوز الهند عام 1906 ، وظهرت كآفة خطيرة على نخيل التمر في منطقة البنجاب عام 1917 .
وتنتشر هذه الحشرة في إيران والهند وباكستان وسيلان والفلبين وماليزيا وتايون واندونيسيا على أشجار نخيل الزيت وجوز الهند ونخيل السكر ونخيل التمر وفي منطقة الخليج العربي سجلت لأول مرة في دولة الامارات العربية المتحدة عام 1985، بأمارة رأس الخيمة ثم في المملكة العربية السعودية بالقطيف عام 1987، وفي مصر في محافظتي الشرقية والأسماعيلية عام 1992. وفي سوريا نهاية عام 2005 في محافظة اللاذقية . تتبع سوسة النخيل الهندية الحمراء ((.Rynchophorus ferrugineus Fabr )) رتبة الحشرات غمدية الأجنحة (Coleoptera) فصيلة السوس (Curculiondae ) والجدول التالي يبين أنواع سوسة النخيل الحمراء والعائل النباتي لها من النخيل ومناطق انتشارها :
نوع الحشرة العائل من النخيل منطقة الانتشار
Rynchophorus ferrugineus نخيل التمر Date palm دول الشرق الأوسط والخليج العربي وجنوب شرق آسيا وأفريقيا الاستوائية وغينيا الجديدة وفلوريدا ووسط وجنوب أمريكيا، إيران ، الصين، الكويت، فلسطين، الأردن، ماليزيا .
Rynchophorus bilinactus نخيل جوز الهند Coconut palm
Rynchophorus cruentatus نخيل الزيت Oil palm
Rynchophorus phoenicis نخيل السكر Sugar palm
Rynchophorus palmarum نخيل (الدقيق) الساجوSago palm
Rynchophorus papuanus نخيل بالميرا Palmyra palm
Rynchophorus sachach النخيل الملكي Royal palm
نخيل الزينة Washingtonian palm
وتؤدي الإصابة بهذه الحشرة الى موت الأشجار المصابة حيث تؤدي الى إفراغ قلب النخلة من صلابته ثم جفاف العصارة النباتية . وتمتاز هذه الحشرات بالقدرة على الطيران لمناطق بعيدة تصل إلى 1500م وبالخصوبة العالية وإن الحشرات تسبب إصابة كافة أشجار النخيل في البستان وبالتالي تحول البساتين إلى منطقة موبوءة وهي تقضي على الفسائل والنخيل المثمر خلال فترة بين سنة إلى سنتين .وتختلف نسبة الإصابة على نخيل التمر وفقاً للظروف البيئية والصنف وعمر النخلة حيث تراوحت النسبة بين 2% في الباكستان و60% في واحة القطيف بالمملكة العربية السعودية . وأكدت الدراسات أن 5% من أشجار نخيل التمر الصغيرة وحتى عمر 10سنوات تموت بسبب الإصابة بهذه الحشرة .
أعراض الإصابة:
يصعب معرفة المراحل الأولى من الإصابة لأن اليرقات تكون داخل جذع النخلة ولا يمكن مشاهدتها خارج الجذع ولكن يمكن مشاهدة الضرر ومعرفة المراحل المتأخرة من الإصابة عن طريق الإفرازات الصمغية والرائحة الكريهة ومن أعراض الإصابة :
تقل إنتاجية النخلة ويبدأ السعف بالذبول والاصفرار ثم تجف الأوراق بعد ذلك بشكل كامل وتكون سهلة الإزالة .
إن استمرار اليرقات بالتغذية على أنسجة الجذع يحول ساق النخلة إلى أنبوب مملوء بالأنسجة المتحللة ونفايات اليرقات وتنبعث منه رائحة كريهة.
بسبب التهام اليرقات للأنسجة الحية الطرية وقيامها بصنع أنفاق في قلب النخلة يميل رأس النخلة للانحناء.
يصبح الساق عرضة للكسر إذا تعرض للرياح القوية أو أي مؤثر خارجي .
وجود ثقوب منتظمة أو شبه منتظمة على الجذع كدلالة على دخول اليرقات بعد فقس البيض على الجذع .
وجود نشارة خشبية على الجذع بسبب تجهيز اليرقات التامة النمو لعملية تحولها إلى عذراء خلف قواعد الأوراق ( الكرب ) مباشرةً .
ويمكن ملاحظة أن الإصابة على الجذع تكون شديدة في المنطقة الممتدة من سطح التربة حتى ارتفاع 2 م عنه .
طرق الوقاية من الحشــــرة :
الاهتمام بالعمليات الزراعية الخاصة بخدمة أشجارالنخيل وبشكل خاص (إزالة الفسائل) والرواكيب و التقليم ( إزالة السعف اليابس وبقايا العذوق القديمة ) والتكريب مع الاهتمام بعمليات التسميد والري بشكل منتظم.
مكافحة حفارات ساق النخيل والقوارض التي تسبب حدوث أنفاق في جذوع أشجار النخيـل.
غمر الفسائل المراد زراعتها قبل عملية الزراعة بأحد المبيدات المناسبة كإجراء احتياطي .
رش الأشجار السليمة في المناطق المصابة بأحد المبيدات كإجراء وقائي .
إقامة الندوات الإرشادية لتوعية الفلاحين والمزارعين وتوضيح كل ما يتعلق بهذه الحشرة الضارة من خلال إصدار النشرات الإرشادية وإعداد الملصقات والبوسترات التوضيحية عن كل ما يتعلق بهذه الحشرة .
طرق المكافحة
المكافحة الميكانيكية :
استخدام المصائد لجذب الحشرات الكاملة ومنها مصائد الطعوم السامة التي تجذب الحشرات من خلال رائحة المواد المتخمرة وكذلك المصائد الفرمونية الغذائية لجذب هذه الحشرة من خلال استعمال الفرمون التجميعي Aggregation pheromone مع قطع من جذع النخيل أو قصب السكر المغمورة بالمبيد المناسب ووجد أن الطعم الفرموني المجمع فيروكتيوم (Ferrugitom 200 ) المستخدم مع قطع من جذوع النخيل والمبيد الحشري كان ناجحاً في اصطياد أعداد كبيرة من الحشرات ويستخدم واحد طعم لكل 15 نخلة في حالة الزراعة الغير منتظمة وواحد طعم لكل 50 نخلة في حالة الزراعات المنتظمة ويجب تجديد الطعم كل (4 – 6 أسابيع ). وهذه الطريقة تعتبر أحد المؤشرات على وجود الحشرة كما أنها تؤدي إلى التخلص من أعداد كبيرة منها .
رش الأشجار المصابة بشكل كامل بأحد المبيدات ثم إزالة النخيل المصاب بشكل كامل وتجرى عملية تعفير لمكان الأشجار المزالة ويردم بشكل جيد وتقطيع الجذوع المصابة إلى قطع صغيرة وتنقل هذه القطع مع كافة مخلفاتها إلى موقع الحرق حيث يتم عمل حفرة بعمق 2 م توضع بها أجزاء النخلة ويسكب عليها الديزل وتحرق وبعد اكتمال عملية الحرق تردم الحفرة بالتراب بسمك 50 – 100 سم وتدك جيداً بالبلدوزر لمنع الحشرات الكاملة من الهرب وضمان القضاء على هذه الآفة وهذه الطريقة تعد أحسن طرق منع انتشار هذه الحشرة .
المكافحة الكيميائية :
وتتم هذه العملية باستخدام المبيدات ، وإن الطرق المختلفة لاستخدام المبيدات هي الرش Spraying ، والتعفير Dusting ، والحقن في جذع النخلة Injection ، ودهان الجذع Trunk paint ، ومن الطرق الكيميائية المستخدمة لمكافحة سوسة النخيل :
تنظيف كافة الأنفاق الموجود على جذوع وعذوق النخيل من مخلفات الحشرة وملئها بأحد المبيدات أو استخدام أقراص الفوستوكسين حيث يوضع (2 – 5 أقراص ) في كل فتحة وتغطى بليف النخيل ثم تغلق الفتحات بالطين أو الجبس أو الإسمنت لمنع تسرب الغاز .
المكافحة الكيميائية باستخدام أحد المبيدات السائلة وذلك بتثبيت أنابيب من الألمنيوم أو البلاستك بقطر 12ملم وبطول ( 15 – 25 سم ) على شكل قوس حول مكان الإصابة وبعدد ( 3 – 5 أنابيب) حسب حجم الإصابة ويحقن المبيد بتركيز ( 1 ليتر مبيد لكل 10 ليتر ماء ) ويجب ملاحظة أنه إذا وجدت أكثر من إصابة على الجذع فكل إصابة تعالج بالحقن لوحدها لأن هذا العلاج الموضعي يعالج منطقة الإصابة فقط ولا يؤثر على باقي النخلة. مع مراعاة أن يكون موضع الحقن أعلى من منطقة الإصابة بـ 20 سم وذلك لأن الإصابة تتجه من الأسفل إلى الأعلى مع ملاحظة سريان المبيد في الأنابيب بكفاءة عالية.
وضع أقراص كيماوية حاوية على المبيدات في الفجوات والثقوب الموجودة على جذع النخلة وغلقها بالطين أو الجبس أو الإسمنت .
أما الفسائل المصابة فلا يمكن التعامل معها بالحقن أو بالتبخير وذلك لعدم وجود جذع خشبي لها فيتم غمر قلب الفسيلة بمحلول المبيد لحد التشبع.
معاملة التربة بالحبيبات Granular application يضاف 30-60 غ / نخلة، من أحد المبيدات حسب حجم النخلة وعدد الفسائل حولها حيث ينثر المبيد في دائرة قطرها1م من الجذع وبعمق 25سم، وتغطى منطقة الحفر ثم تردم وتروى بعد ذلك، وتكرر هذه العملية مرة كل 3 أشهر.
المكافحة التشريعية :
وهي مجموعة القوانين والقرارات والتشريعات التي تصدرها الدولة لمكافحة ومنع دخول الحشرات والأمراض الغريبة ومنع انتشارها من مكان لآخر لحماية الثروة الزراعية ويأتي في مقدمتها إتباع وتطبيق قوانين الحجر الزراعي بشكل صارم من خلال فحص فسائل النخيل في الموانئ والمطارات والحدود البرية ومنع دخول أية فسائل مصابة إلى القطر من كافة الأقطار الأخرى لأن الإصابة بهذه الحشرة لا تتم إلا عن طريق نقل فسائل نخيل مصاب كما يجب العمل على إنشاء حجر زراعي داخلي حول المناطق المصابة بالحشرة ومنع نقل الفسائل من منطقة إلى أخرى .
المكافحة الحيوية :
ويقصد بها تشجيع وإكثار الأعداء الطبيعية الحيوية للحشرة والتي تعيش معها في نفس البيئة مثل ( الطفيليات ، المفترسات ، المسببات المرضية كالفطريات والبكتريا والفيروسات ) ولقد تم تسجيل حشرة إبرة العجوز كمفترس لسوسة النخيل الحمراء في المملكة العربية السعودية وفيروس Polyhedrosis virus حيث أثبت فعاليته على سوسة النخيل الحمراء التي تصيب نخيل جوز الهند في الهند .
وما تجدر الإشارة إليه أن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة ومن خلال شبكة بحوث وتطوير النخيل التي أنشأت خلال الفترة من 1994 – 2002 ، قد استحدث موقعاً خاص بالحشرة.
أكتوبر
18